سوق الأسر المنتجة.. دفعة نحو بيئة المال والأعمال
في الشارقة ووسط ربوع حديقة «النوف» الخضراء، تتجاور مجموعة من الدكاكين والأكشاك الصغيرة المتراصة، لتحتضن منتجات متنوعة من إبداعات مجموعة من الأسر المنتجة مع بعض أصحاب المشاريع الصغيرة من الشباب والناشئة، في إطار برنامج مشّوق، نظمته دائرة شؤون الضواحي والقرى للعام الثاني على التوالي تحت عنوان «ضواحي 2»، بالتعاون مع بلدية الشارقة ليستمر بأنشطته المختلفة، وعلى مدار أسبوعين كاملين من الفعاليات المرحة والترفيه العائلي الموجه، منشطا مجالات التنمية الاجتماعية، ومحركاً عجلة الاقتصاد والتجارة.
وشكّلت فعالية سوق الأسر المنتجة، الذي فتح أبوابه في الهواء الطلق، طاقة مفتوحة من النشاط والعمل، ليزخر بإنجازات عدد من المواطنات والمواطنين الطامحين، من الذين ينتمون لأجيال مختلفة، تمتلك إمكانات وقدرات واعدة تدفعهم للعمل والنجاح، مستعرضين من خلاله حرفا يدوية مميزة مستمدة من بيئة الإمارات، فضلا عن بعض النماذج الفنية الأخرى من الملابس والأكسسوارات والمبتكرات، مع ركن خاص بالمؤكلات الشعبية استقطب اهتمام غالبية الزوار.
إلى ذلك، تصف عائشة ثاني، صاحبة مشروع «أم حسن” للمؤكلات الشعبية، والذي تعّد من خلاله ألذ «الليقيمات” والخبز العربي المحّلى، مشاركتها ضمن سوق الأسر المنتجة في حديقة النوف بـ«المهمة». وتقول «هذه مهنتي وهوايتي التي ورثتها عن أمي وجدتي، ومشروعي وعلى الرغم من صغره إلا أنه يعد مهماً من وجهة نظري، فنحن ومن خلال هذه الأفكار التجارية المتواضعة نعمل على المحافظة على التراث، ونستعيد الموروثات الشعبية التي تعتبر جزءا من ثقافتنا وتقاليدنا وعاداتنا الاجتماعية، كي ننقلها للأجيال الجديدة بكل أمانة»، مضيفة «أنا شخصيا أستمتع كثيرا بالمشاركة في مثل هذه الفعاليات، والمهرجانات، والاحتفالات الشعبية، لأنها تمنحني الفرصة للتعرف على شرائح مختلفة من المجتمع، حيث تجتاحني مشاعر عارمة من الغبطة عند تجمع جمهور الحضور من حولي لرؤية الطرق التقليدية لإعداد وتحضير ما أقدمه من أكلات محلية الطابع، كما أن للتراث طعماً خاصاً وقيمة معنوية كبيرة عند معظم الأهالي والسكان، وهو بلا شك يستحق منا كل الدعم والتقدير».
وتعبّر مريم الكتبي، طالبة مقبلة على المرحلة الجامعية، عن سعادتها بالمشاركة ضمن سوق الأسر المنتجة، مضيفة «مشروعي يتلخص بالطباعة على الأكواب و”التيشرتات”، وهو يعد جزءاً من هوايتي وطموحي المستقبلي في دراسة تصميم الجرافيك، وأفكاري ورسوماتي المعاصرة عادة ما تهم فئة الشباب والجيل الجديد، حيث إنني أطبع صور ماركات عالمية معروفة مع أسماء وكلمات، وأعدلها بأساليب فنية تجعلها أكثر خصوصية وجمالا، ورغم أني لاأزال في البدايات إلا أني أطمح أن أتوسع بمشروعي وأمنحه صبغة أكثر احترافاً”.
من جهتها، تقول حنان جاسم، رئيس لجنة متابعة فعاليات «ضواحي 2“ إن هذه الاحتفالية تعد تجمعاً عائلياً واجتماعياً بامتياز، مضيفة «حاولنا أن نغطي من خلال فقراتنا الجديدة لهذا الموسم معظم الجوانب والنشاطات التي تهم الصغار والكبار على حد سواء، ويأتي سوق الأسر المنتجة من ضمن أولوياتنا الاستراتيجية، نظراً لما يشكّله من أهمية وفائدة متبادلة تعم على الجميع، كونه يمنح الفرصة للعديد من المواهب والطاقات المحلية للانطلاق والعمل والإنتاج، منشطاً مجالات التنمية الاجتماعية، ومحركاً عجلة الاقتصاد والتجارة، كما أنه عادة ما يضيف مزيداً من التنوع والإثارة على أي حدث أو مهرجان، ويجذب اهتمام الجمهور”.
على طريق الاحتراف
تشارك الفتاة الطموحة روضة الجلاف في فعاليات «ضواحي 2“ للمرة الأولى، إلى ذلك، تقول «شاركت ضمن فئة “التاجر الصغير”، من خلال عربة خشبية جذابة وصغيرة، أبيع فيها أطباقا مختلفة من الفواكه الطازجة، والعصائر والمثلجات المحضّرة في المنزل، وبالرغم من هذه تعد بدايتي الأولى في حقل المشاريع الصغيرة، إلا أنني أشعر بحماس شديد لمجرد المشاركة».
وعن مدى الاستفادة من المشاركة، تقول الجلاف «نلتقي بوجوه طيبة، ونتعرف على الكثير من الأسر، كما أن الإنتاج والعمل بحد ذاته يعزز قيم الاعتماد على النفس، ويمنح الشباب تجارب رائعة ودفعة داعمة في مواجهة الحياة، كما يعلمهم كيفية التعاطي مع مختلف المواقف وحسن التعامل مع الآخرين، وهذا باعتقادي هو فحوى المشاركات وجوهرها الحقيقي”.